news-details

نتنياهو خائف | غيدي فايس

اذا ادرك نتنياهو بأن النضال سيهز كرسيه فسيبحث عن طريق للهرب. هو يخاف من تأثير الانفجار الذي سيحدث عندما ستخرج النخبة ملايين الاشخاص الى الشوارع لأن مهمة حياته هي البقاء

 

"اذا كانت مهمة حياتك هي اسقاطي فماذا تريد مني أن أفعل؟"، سأل بنيامين نتنياهو أرنون موزيس، "أنت لم تترك لي أي خيار. أنت تجبرني على محاربتك... هذا سيتحول الى مهمة حياة". بالنسبة له هذه هي رؤيته.
لكن كانت هناك لحظة فيها الشخص الدارويني فهم أنه من اجل البقاء يجب أن تتصالح مع الذين، حسب رأيه، ارادوا اسقاطه بمساعدة رأس المال والسيطرة على وسائل الاعلام وعلى المحكمة وعلى الاكاديميا وعلى مراكز القوة الاخرى: النخبة. بالنسبة له، هم شخّصوه بالخطأ كمسؤول عن التحريض الذي سبق قتل يتسحاق رابين، ولم يسلموا للحظة بانتخابه رئيسا للحكومة في 1996 وفعلوا كل ما في استطاعتهم من اجل أن يختفي.
محاولته للانفراج وصلت بعد لحظة من هزيمته في الانتخابات. ونظرة خاطفة لأشهر معدودة في مذكرات نتنياهو في العام 2000 كـ "مواطن قلق"، تحكي جزء من القصة: لقد سافر الى لقاءات في بيوت الذين اراد استبدالهم: الشاعر نتان زاخ والكاتب عاموس عوز، قاضي المحكمة العليا حاييم كوهين ورئيس المحكمة العليا مئير شمغار.
وقد التقى مع عدد من المراسلين المعادين واعضاء اليسار. عندما عاد من المنفى الى وزارة المالية، أدار ظهره لمنتخبيه وطبق جدول اعمال اعجب بعض ألد الاعداء له، الطبقة العليا التي تنتمي للتشويه السياسي الاسرائيلي الذي يسمى "وسط – يسار". هذا لم يساعد.
هم ساروا وراء شارون واولمرت. وهو تحطم في انتخابات العام 2006، وحصل على 12 مقعدا، وشعر بنكران الجميل. أنا ذهبت ضد من انتخبوني من اجل انقاذ اقتصاد اسرائيل. أنا كنت مستعدا لسفك دم سياسي مقابل ذلك، قال بعد الهزيمة. "هؤلاء الاشخاص لم أتوقع منهم أن يسفكوا دمهم. كل ما توقعته منهم هو أن لا يسفكوا دمي".
عاد الى رئاسة الحكومة في 2009 وهو مزود بأفكار من الفشل: يجب أن لا تفقد التواصل البصري مع القاعدة، لكن ايضا يجب أن لا يثير ضده النخبة الخطيرة. لذلك، حتى جولة الانتخابات في 2015 هو تقريبا لم يتصادم مع "اليسار" و"النخبة" والمحكمة العليا وابناء العائلة الباقين.
حتى أنه اوقف مبادرات تشريعية متطرفة واهتم بأن يقف على يساره ممثلون يمكن للنخبة أن تتماهى معهم. يبدو أنه فهم بحساب بارد، أن هذه هي الطريقة من اجل البقاء.
بعد ذلك جاءت انتخابات 2015 ومعها التجربة التي سبق رؤيتها. رغم أنه حسب اقواله مد يده، مرة اخرى اتحد امامه نسيج قوى كان يطمح لاسقاطه. في ظهيرة يوم الانتخابات اتصل مع امنون ابراموفيتش واعلن أنه سيُهزم، وعزا الهزيمة المتوقعة للمؤامرة التي حاكها الامريكيون ضده، والاموال الكثيرة وبالطبع وسائل الاعلام. عندما فاجأ حتى نفسه وفاز، طلق طلاق لا رجعة عنه الجانب الثاني. هذه المرة شكل حكومة بدون جانب يساري، وعاد الى نقطة الانطلاق، هجوم عنيف، قبيح وشامل.
من ناحيته هو فقط دافع عن نفسه ورد لهم الحرب. التحقيقات الجنائية التي جاءت في ظل خوفه من فقدان الحكم في 2015، والتي قادته الى صفقات جنائية مع بارونات الاعلام، أدت الى الشرخ النهائي. "المأساة هي أنه لا يوجد شيء يريده مثل اعتراف النخبة بعظمته"، قال شخص يعرفه جيدا. "هو الذي ليس مثل البشر"، "نتنياهو يحتقر كل شيء غير واقعي"، لاحظ آخر. "لذلك، لا توجد أي علاقة نفسية بينه وبين الشركاء الطبيعيين. هو يخاف جدا من سموتريتش وشكائه الذين لديهم غياب الواقعية لا يتم التعبير عنه فقط بالايمان، بل ايضا بالقومية المسيحانية المتطرفة".
منذ فوزه وهو يقف معهم ومع نماذج خيالية مثل لفين وروتمان في الحرب الحاسمة من اجل حريته امام الأعداء القتلة. اذا شعر بأنه يمكنه اجتياز المعارضة فسيذهب حتى النهاية. واذا ادرك أن النضال سيهز كرسيه فسيبحث عن طريق للنجاة. هذا اذا كانت توجد طرق كهذه. ايضا هو خائف من تأثير الانفجار الذي سيحدث عندما ستخرج النخبة ملايين الاشخاص الى الشوارع. مهمة حياته هي البقاء.

 

هآرتس- 14/2/2023

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب